هزت كوب قهوتها تتلذذ بذكرياتها العتيقة ..
يوم لقاءهما في ذلك الحفل حين تقدم إليها ..
قائلاً : هل لي برقصة معك ؟
و أخيرًا تحررت من كونها وردة في الزاوية ..
و آصبَحت آنسة ، قدَم إليها كَوب القهوَة ،
آوه كان ذلك فِي آول موعِد لهمُا ، تورد خداها ..
و اشتغلت خجلاً و احمرارً ،
و ما هي إلا أشهُر حتى تقدم يطلب يدها ..
كم هِي جميلة تلك الليلة بالفستان الأبيض و الورود ..
و ابتسامتهُما الخجلة لم ينساها أحد من الحضور ..
و مَرت الأيام آنجبت بيتر الذي كان يشبه والده ..
و سارة ابنتها التي تشبهها ،
لم يثنهما العُمر عن الحُب ..
كبرت هِي و كبُر هُو حَتى إذا كسا شعرها حلته البيضاء ..
شبه شعرها بخيوطٍ من ضَي القَمر ..
و جاء اليُوم الذِي ارتدت فيه الأسود تتبع جنازته ..
كلها شوق أن تضمها الأرض معه ،
يآ أرض آويه و آسكنيه فيضًا من خيراتِك ..
ذلك كان ما تمتمت به و هِي تمسح على قبره ..
و ما إن عادت حَتى جاءتها ابنتها و معها أحفادها ..
فقامت تعِد القهوَة و تذكُر معها همس تِلك الأيام ..
.................
تدور الساعَة و تصدر عقاربها صوتًا عتيقًا ( تك تك تك )
هُناك تنتظِر تِلك العائلَة أن يأتيها غائبهُم ..
غطَى الثلج أقدامهُم و نهش البرد عظامهُم ،
و نال الجُوع منهُم و الوقت قد حبس أملهُم بعيدًا ..
و ما هِي إلا دقائِق حَتى وصَل القطار ..
كلٌ ينتظِر هديًة و طعمًا و يتمنَى لعبة ..
لم يخرج ! ذهبت الأم مسرعة إلى عامل القطار تسأله ..
فلم يعلم عمّ تتحدث من كَثرة تلعثُم كلماتها ..
طردها و لكنهم بقو ينتظرُون ذاك الأب لعله يحضر ..
ربما فاتهُ القَطار أو لم يستطِع شراء تذكرة ..
و غاب عَنهُم أنه قد مات بردًا على طريق سكة القطار ..
و تجمد طعامُه و تكسرت ألعابُه ، و بارت هداياه ..
و لكن تِلك الإبتسامَة لم تغِب عَن جسدِه الخالِي من الروح ..
التواقةِ إلى لقاء أحبابِه و فلذات كبدِه ..
رآقت لي !
.gif)
.gif)
.gif)