نحتاج إلى شجاعة لنفتح الموضوع، ونحتاج إلى حزم لنستطيع غلقه، فقد عشنا لسنوات طويلة لا نعرف عنها سوى أنها نصف المجتمع، ثم جاء بعد ذلك من يصحح المقولة بقوله أنها مربية النصف الآخر كذلك ..وفجأة فتحنا عيوننا لنشاهدها عارية إلا من ورقة توت في كليبات روبي وماريا وحلقات ستار أكاديمي.. وكانت النتيجة التي لابد أن نعترف بها أننا فعلا لا نعرف عنها الكثير..
طبعا لعلك فهمت أننا نتحدث عن الفتاة العربية ..إذن تعال معنا نحاول أن نقترب منها أكثر ..فلعلنا نفهمها ..ولعلنا – بقصد أو بدون – ننزع ورقة التوت لنرى (الحقيقة) عارية تماما!
ربما تنفرد مصر بأنها أول دول عربية إطلقت لقب (السيدة الأولى) على زوجات رؤسائها.. وربما هي كذلك الأكثر ضجيجا فيما يتعلق بحركات الإصلاح النسائية التي بدأت بهدى شعراوي وانتهت بـ(2003) عام الفتاة المصرية الذي مر عليه عام ومازالت إعلاناته التليفزيونية مقررة علينا تحمل توقيع الدكتور شريف صبري.
شريف صبري هو الآخر جزء لا يجتزئ من رحلة معرفتنا لبنات العرب.. فبعيدا عن أنه صاحب كليبات وأفلام روبي ..وبعيدا عن أغنيته الفريدة التي ظهرت فيها الموديل مرتدية الحجاب ..فالرجل يحتفظ لنفسه بوجهة نظر خاصة في بنات مصر مثلاً.. إذ يقول ذلك الـ(شريف) صبري أن فتيات مصر نصفهن عاهرات ..والنصف الآخر يبحث عن فرصة، والحمد لله أن الرقابة المصرية حذفت الجملة من فيلم 7 ورقات كوتشينة، ولم تعتبرها إبداعاً!
بعيدا عن كل هذا، فإن رحلة بحث قصيرة على صفحات الإنترنت أتت بالأخبار والآراء التالية التي ربما تكمل الصورة التي نجهل معظم جوانبها..
أخبارهن
في تونس حيث القضية التي صدمت البعض، ورآها آخرون نتيجة طبيعية، فقد تم القبض على 12 تلميذاً وتلميذة لا تتجاوز أعمارهم 15 عاما، ينتمون إلى شبكة للدعارة، حيث احترف هؤلاء الأطفال تصوير واستنساخ أشرطة إباحية، تحت تأثير مواد مخدرة، ومارسوا الجنس بشكل جماعي!..
لم يأتِ الأمر مجرد صدفة.. إنما جاء تطوراً طبيعياً لحاجات البنات الاجتماعية والنفسية والبيولوجية التي أغفلها صبري في إعلانه (التي يفترض أنها هادفة) عن الفتاة المصرية، وأكد عليها في كليباته التي عبرت عما صرح به من قبل في فيلمه.
وفي السعودية تطالعك صفحات الإنترنت بمزيد من الجدل الدائر بين (علماء المسلمين) هناك تارة يخلعون عن المرأة نقابها بحجة عدم التشديد وتارة أخرى يزيدون من ربطه على رأسها خشية أن يظهر منهم شيئا يكتشفون معه أن لديهم مثل ما يظهر على الشاشات، وقد كشفت ظاهرة (كاميرا الجوال) مدى هشاشة تعاطي المجتمع السعودي مع قضية المرأة، وتركز القضية هناك حول أمرين: هل نجعلها تقود السيارة؟!.. هل ستشارك في انتخابات البلدية؟!
وفي الكويت لازالت جلسات مجلس النواب لم تنتهي حول أحقية المرأة في الانتخاب.. وفي مصر نوال السعدواي تدلو بدلوها في هوجة الإصلاح والانتخابات وتؤكد أن للمرأة كفاءة لقيادة دولة وجيش وعالم.
وفي مصر، تقرأ تحقيقا صحفيا عن أربعة بنات في الجامعة تربطهن بزملائهن علاقات زواج عرفية ويلتقين أسبوعيا في منزل أحدهم لممارسة الحقوق الزوجية ..وفي الجريدة ذاتها يكتب رئيس التحرير في مقاله عن العلاقات الشاذة بين البنات وكيف أنها نتيجة طبيعية للكبت والحرمان ..والحرية!!
وفي البحرين حفلات يومية لعبدة الشيطان لا يقل عدد الحضور فيها عن الـ150 شخص حسب ما قالته صحيفة دنيا الوطن.
ومن هنا وهناك تأتي الأخبار بما لا يتوقعه أحد، والإحصائيات التي يعجز العقل على تصورها ..والتحليلات التي تبكيك حينا وتضحك حينا آخر.
ثمة شيئا ما لا يفهمه أحد يقف حاجزا بين مشاهد الكليبات وبين أخبار بنات العرب..
حد فاهم حاجة
يؤكد الحاجز ما تطالعك به نفس صفحات الإنترنت على لسان أستاذة علم اجتماع شهيرة أن كليبات نانسي عجرم وراء ارتفاع نسب الطلاق والإدمان بين البنات.. حيث أكدت الدكتورة عزة كريم على أن الأزواج أصبحوا يحلمون بعلاقة مبتذلة مع زوجاتهم، وكذلك النساء مع أزواجهن بالطريقة التي تظهر فيها النساء والكلمات الموحية حتى أن الفتيات العربيات صرن يقلدن هذا النمط من مغنيات الفيديو.
كنا نتمنى أن يكون استنتاجها خاطئا، لكن صديقة للموقع أكدت أن صديقة أخرى لها تعاني من إعجاب زوجها الشديد بروبي ورقصاتها وكان الحل من وجهة نظرها عبارة عن ملابس مثيرة وعجلة مشابهة وموسيقى صاخبة أحضرتها الفتاة لزوجها لتحافظ عليه وعلى بيتها!
وعلى غرار بلد البنات لمحمد منير، تأتي رسالة أخرى من مطرب آخر هو خالد عجاج والذي قرر أن يناقش الحكاية من منطق أخر "ذكوري" من خلال أغنيته (بنت العرب) ..فهو يؤكد فيها على أن الشباب العربي اختارها – العربية – فضلا عن كل بنات الدنيا ..الجدير بالتساؤل هنا هو هل بالفعل بناتنا عربيات ..هل روبي ونانسي بنات للعرب بكل ما يفعلونه من عري وإثارة وخراب لبيوت الناس؟!
لا نملك الإجابة على السؤال ..بل إني أعتقد أننا من الصعب جدا أن نصل لإجابة واحدة مرضية تجعلنا قادرين على فهم تلك التي تعيش بيننا وتربي نصفنا الآخر ..فلو كانت بناتنا هن نانسي وروبي فلماذا نصر على تغطيتهن بالسواد ..ولو كن غير ذلك ..فما التفسير المنطقي لما تقذفنا به صفحات الإنترنت والجرائد وقنوات الأخبار..
ستظل الإجابات حائرة ..تحتاج إلى شجاعة نفتح بها هذا الملف ..وحزم نغلقه به .. ومنطق.. يفسر لنا ما يحدث ..لبنات العرب!
منقول